تشهد بيئة العمل تغيرا واضحا، حيث يتم استبدال الأساليب التقليدية في التفكير والتصرف بطرق بديلة. أرى هذا بنفسي، حيث ألاحظ قوة عاملة متغيرة باستمرار، واتجاهات عمل جديدة نسعى دائما كعمل تجاري إلى أن نكون على الجانب الصحيح منها، وتحول عام اتجاه بيئة عمل أكثر ديناميكية.
كجزء من هذه العملية، بدأنا ندرك أن النجاح في مكان العمل لا يعتمد فقط على المؤهلات التقليدية. ينبغي أن نتعرف على السمات البديلة (الحديثة) ونقيمها، حيث يمهد ذلك الطريق نحو الحصول على قوة عاملة أكثر تنوعا وديناميكية.
أود أن أشارك بعض تجاربي الخاصة حول هذا الموضوع مع تقديم بعض الإرشادات لزملائي رواد الأعمال على أمل أن يتخذوا القرارات الصحيحة في المستقبل بشأن عملية التوظيف. فيما يلي السمات البديلة التي لاحظت أنها تساعد على الحصول على أعلى مؤشرات للنجاح في مكان العمل.
أفضل السمات التي ينبغي أن تبحث عنها في موظفيك الجدد
١– الفضول: إحدى أهم الصفات على الإطلاق. في مرحلة المقابلة، قد تتمكن فقط من ملاحظة ذلك من خلال إذا ما كان لديهم أسئلة لك. ولكن، يمكن العثور على مؤشرات أوسع للفضول عن طريق لغة جسدهم، وبشكل عام، يظهر ذلك من خلال ملفهم الشخصي وطلبهم للتوظيف.
الفضول مهم، لماذا؟ لأن الفضول سوف يجعل الموظف يهتم بجميع التفاصيل حتى الاعتيادية منها. يجد المرشح الفضولي بشكل طبيعي اهتماما بالأشياء الصغيرة ويصر على أنه يتعين عليه الوصول إلى حقيقة المشكلة. سيطرحون المزيد من الأسئلة وسيشعرون أنهم جزء من المشروع التجاري الخاص بك.
٢– المرونة: قرأت مؤخرا أن متوسط مدة استمرار الموظفين في وظائفهم يتناقص على مستوى العالم. الآن، بالطبع هناك مجموعة متنوعة من العوامل التي تؤثر على قرار الناس بالاستقالة، ولكن ليس هناك شك في أن افتقاد المرونة، وعدم القدرة على التعامل مع الصعوبات، يُزيد هذا القدر من الاستقالات.
قد يكون الأمر مرتبط بأن مكان العمل الخالي من الإجهاد أصبح احتياجا حقيقيا أكثر من كونه رفاهية في الوقت الحالي، ولكن المرونة تجعل الموظفين يحققون النجاح حتى في الظروف المضطربة. لا شك أن امتلاك موظفين بهذه العقلية يعتبر شيئا رائعا للغاية. ستعرف مرونة الموظف من خلال القصص التي سيخبرك بها عن تجاربه السابقة أثناء مقابلة التوظيف.
يجب أن تهتم بالموظفين الذين لديهم قدرة مثبتة على التغلب على الفشل أو النكسات، لأن ذلك يعني أنهم يمكنهم التكيف مع التغيير، والحفاظ على موقف إيجابي، والمثابرة من خلال التحديات.
٣– الذكاء الاجتماعي والانفتاح الثقافي: دبي مفترق طرق ثقافي، ولا يمكنك تجاهل الأديان والثقافات الأخرى. ستظهر هذه السمة بشكل طبيعي للغاية عندما يكون لديك فريق متنوع (بلا شك قد تكون عملت مع فريق متنوع الثقافات في دبي!)
في عالم متنوع بشكل متزايد، يمكن للموظفين ذوي الذكاء الثقافي العمل بفعالية مع أشخاص من خلفيات مختلفة والتكيف بسلاسة مع هذه الاختلافات. هؤلاء لديهم وعي وتقدير للثقافات، ويمكنهم التفاعل مع تلك الثقافات باحترام. هذه سمة تغبط عليها أي شخص يمتلكها.
٤– التعاطف: إذا كنت ترغب في بناء فريق رائع، فيجب أن يُبنى ذلك الفريق على التعاطف. يمكن للأفراد المتعاطفين فهم مشاعر ووجهات نظر الآخرين والتواصل معهم، مما يجعلهم مستمعين جيدين ويعرفون كيفية التعاون مع زملائهم في الفريق بشكل سلس.
اطرح سؤالين للمرشحين في مقابلة التوظيف حول ما يعنيه التعاطف بالنسبة لهم، ولاحظ مدى قدرتهم على الإجابة بدون تكلف. يعرف الأشخاص المتعاطفون كيفية قراءة الأجواء في الغرفة، وملاحظة الإشارات الاجتماعية والاستماع إليها، ومعرفة كيف ومتى وأين يظهرون ذكاءهم العاطفي.
٥– الملاءمة الثقافية: والمقصود بها هو مدى قدرة الموظف على التكيف مع ثقافة شركتك، وهي سمة لا تقل أهمية عن السمات المذكورة أعلاه . كصانع قرار في الشركة، ينبغي أن تعلم أن الموظف الغير متكيف ثقافيا مع شركتك وهدفها الأسمى، يعتبر موظف غير مناسب لشركتك حتى وإن توافرت فيه الأربع سمات المذكورة آنفا
فكر فيما إذا كان المرشحون يتوافقون مع قيم مؤسستك ومهمتها وثقافتها. ابحث عن الأفراد الذين يظهرون شغفا بالصناعة، ويشاركونك نفس الأهداف، لأن هؤلاء هم الذين سيزدهرون في بيئة عملك.
الحصول على موظفين جدد
لا ينبغي التعامل مع توظيف أشخاص جدد بشكل تقليدي بدون مرونة. حتى تقوم بعملية التوظيف بشكل فعال، يجب أن تتطلع إلى تحقيق التوازن الصحيح بين الكفاءات الأساسية للمرشح والسمات البديلة المذكورة، كي تزيد نسبة نجاحك في اختيار الموظف الملائم.